صفحة جزء
آ. (32) قوله تعالى: هو الحق : العامة على نصب "الحق" وهو خبر الكون و "هو" فصل، وقد تقدم الكلام عليه مشبعا. وقال الأخفش: "هو" زائد، ومراده ما تقدم من كونه فصلا. وقرأ الأعمش وزيد بن علي برفع "الحق"، ووجهها ظاهر برفع "هو" بالابتداء و "الحق" خبره، والجملة خبر الكون كقوله:


2409 - تحن إلى ليلى وأنت تركتها وكنت عليها بالملا أنت أقدر



وهي لغة تميم. وقال ابن عطية: ويجوز في العربية رفع "الحق" [ ص: 597 ] على خبر "هو" والجملة خبر لـ "كان". وقال الزجاج: "ولا أعلم أحدا قرأ بهذا الجائز". قلت: قد ظهر من قرأ به وهما رجلان جليلان.

وقوله: من عندك حال من معنى الحق أي: الثابت حال كونه من عندك. وقوله من السماء فيه وجهان أحدهما: أنه متعلق بالفعل قبله. والثاني: أنه صفة لحجارة فيتعلق بمحذوف. وقولهم "من السماء" مع أن المطر لا يكون إلا منها، قال الزمخشري: كأنه أراد أن يقال: فأمطر علينا السجيل، فوضع "حجارة من السماء" موضعه، كما يقال: "صب عليه مسرودة من حديد" تريد: "درعا"، قال الشيخ: "إنه يريد بذلك التأكيد"، قال: كما أن قوله "من حديد" معناه التأكيد; لأن المسرود لا يكون إلا من حديد كما أن الأمطار لا تكون إلا من السماء. وقال ابن عطية: "قولهم من السماء مبالغة وإغراق". قال الشيخ: "والذي يظهر أن حكمة قولهم من السماء هي مقابلتهم مجيء الأمطار من الجهة التي ذكر عليه السلام أنه يأتيه الوحي من جهتها أي: إنك تذكر أن الوحي يأتيك من السماء فأتنا بالعذاب من الجهة التي يأتيك الوحي منها قالوه استبعادا له".

التالي السابق


الخدمات العلمية