صفحة جزء
آ. (34) قوله تعالى: ألا يعذبهم : في "أن" وجهان، أحدهما: [ ص: 599 ] وهو الظاهر أنها مصدرية، وموضعها: إما نصب أو جر لأنها على حذف حرف الجر; إذ التقدير: في أن لا يعذبهم. وهذا الجار متعلق بما تعلق به "لهم" من الاستقرار. والتقدير: أي شيء استقر لهم في عدم تعذيب الله إياهم، بمعنى لا حظ لهم في انتفاء العذاب. والثاني: أنها زائدة وهو قول الأخفش. قال النحاس: لو كانت كما قال لرفع "يعذبهم". يعني النحاس فكان ينبغي أن يرتفع الفعل على أنه واقع موقع الحال كقوله: وما لنا لا نؤمن بالله ، ولكن لا يلزم من الزيادة عدم العمل، ألا ترى أن "من" والباء تعملان وهما مزيدتان. وقال أبو البقاء: "وقيل: هو حال وهو بعيد; لأن "أن" تخلص الفعل للاستقبال". والظاهر أن "ما" في قوله "وما لهم" استئنافية، وهو استفهام معناه التقرير أي: كيف لا يعذبون وهم متصفون بهذه الحال؟ وقيل: "ما" نافية فهي إخبار بذلك أي ليس عدم التعذيب، أي: لا ينتفي عنهم التعذيب مع تلبسهم بهذه الحال.

قوله: وما كانوا أولياءه في هذه الجملة وجهان أحدهما: أنها استئنافية، والهاء تعود على المسجد أي: وما كانوا أولياء المسجد. والثاني: أنها نسق على الجملة الحالية قبلها وهي "وهم يصدون" والمعنى: كيف لا يعذبهم الله وهم متصفون بهذين الوصفين: صدهم عن المسجد الحرام وانتفاء كونهم أولياءه؟ ويجوز أن يعود الضمير على الله تعالى، أي: لم يكونوا أولياء الله. [ ص: 600 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية