آ. (65) قوله تعالى:
حرض : أي حض وحث. يقال: حرض وحرش وحرك بمعنى واحد. وقال
الهروي: "يقال حارض على الأمر وأكب وواكب وواظب وواصب بمعنى قيل: وأصله من الحرض وهو الهلاك قال:
2444 - إني امرؤ رابني هم فأحرضني حتى بليت وحتى شفني سقم
قال
أبو إسحاق: "تأويل التحريض في اللغة أن يحث الإنسان على شيء حتى يعلم منه أنه حارض، والحارض المقارب للهلاك"، واستبعد الناس هذا منه. وقد نحا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري نحوه فقال: "التحريض: المبالغة في الحث على الأمر، من الحرض، وهو أن ينهكه المرض ويتبالغ فيه حتى يشفي على الموت أو تسميه حرضا وتقول: ما أراك إلا حرضا".
قوله:
إن يكن منكم عشرون صابرون الآيات: أثبت في الشرط الأول قيدا وهو الصبر وحذف من الثاني، وأثبت في الثاني قيدا وهو كونهم من الكفرة وحذف من الأول. والتقدير: مئتين من الذين كفروا ومائة صابرة، فحذف من كل منهما ما أثبت في الآخر وهو في غاية الفصاحة.
وقرأ الكوفيون:
وإن يكن منكم مائة يغلبوا ،
فإن يكن منكم مائة صابرة بتذكير "يكن" فيهما.
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر بتأنيثه فيهما،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو في الأولى كالكوفيين، وفي الثانية كالباقين. فمن ذكر فللفصل بين الفعل وفاعله بقوله " منكم " ; ولأن التأنيث مجازي، إذ المراد بالمائة الذكور. ومن أنث فلأجل الفصل، ولم يلتفت للمعنى ولا للفصل. وأما
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو [ ص: 636 ] فإنما فرق بين الموضعين فذكر في الأول لما ذكر، ولأنه لحظ قوله "يغلبوا"، وأنث في الثاني لقوة التأنيث بوصفه بالمؤنث في قوله
"صابرة" .
وأما "إن يكن منكم عشرون" ، "وإن يكن منكم ألف"، فبالتذكير عند جميع القراء إلا
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج فإنه أنث المسند إلى "عشرون".
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: "حرص" بالصاد المهملة وهو من الحرص، ومعناه مقارب لقراءة العامة. وقرأ
المفضل عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم: "وعلم" مبنيا للمفعول، و "أن فيكم ضعفا" في محل رفع لقيامه مقام الفاعل، وهو في محل نصب على المفعول به في قراءة العامة لأن فاعل الفعل ضمير يعود على الله تعالى. و "يكن" في هذه الأماكن يجوز أن تكون التامة فـ "منكم": إما حال من "عشرون" لأنها في الأصل صفة لها، وإما متعلق بنفس الفعل لكونه تاما، وأن تكون الناقصة، فيكون" منكم" الخبر، والمرفوع الاسم وهو "عشرون "و "مئة" و "ألف".
قوله:
"ضعفا" قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة هنا وفي الروم في كلماتها الثلاث:
الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا بفتح الضاد، والباقون بضمها، وعن
حفص وحده خلاف في الروم خاصة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16747عيسى بن عمر "ضعفا" بضم الفاء والعين، وكلها مصادر. وقيل: الضعف بالفتح في الرأي والعقل، والضم في البدن، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد، هكذا نقله
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب عنه. ولما نقل
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية هذا عن
[ ص: 637 ] nindex.php?page=showalam&ids=13967الثعالبي قال: "هذا القول ترده القراءة". وقيل: هما بمعنى واحد، لغتان: لغة
الحجاز الضم، ولغة
تميم الفتح، نقله
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو فيكونان كالفقر والفقر، والمكث والمكث، والبخل والبخل. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيما حكى عنه
النقاش nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر: ضعفاء جمعا على فعلاء كظريف وظرفاء. وقد نقلت عن القراء كلاما كثيرا في هذا الحرف في شرح "حرز الأماني" فإنه أليق به من هذا فعليك به.