آ . (55) قوله تعالى :
الحياة الدنيا : فيه وجهان أحدهما : أنه متعلق بـ
" تعجبك " ويكون قول
إنما يريد الله ليعذبهم بها جملة اعتراض والتقدير : فلا تعجبك في الحياة . ويجوز أن يكون الجار حالا من أموالهم . وإلى هذا نحا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وابن قتيبة قالوا : في الكلام تقديم وتأخير ، والمعنى : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا ، إنما يريد ليعذبهم بها في الآخرة . قال الشيخ : " إلا أن تقييد الإعجاب المنهي عنه الذي يكون ناشئا عن أموالهم وأولادهم من المعلوم أنه لا يكون إلا في الحياة الدنيا ، فيبقى ذلك كأنه زيادة تأكيد ، بخلاف التعذيب فإنه قد يكون في الدنيا كما يكون في الآخرة ، ومع أن التقديم والتأخير يخصه أصحابنا بالضرورة " . قلت : كيف يقال مع نص من قدمت ذكرهم : " أصحابنا يخصون ذلك بالضرورة " على أنه ليس من التقديم والتأخير الذي يكون في الضرورة في شيء إنما هو اعتراض ، والاعتراض لا يقال فيه
[ ص: 68 ] تقديم وتأخير بالاصطلاح الذي يخص بالضرورة ، وتسميتهم- أعني
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومن معه رضي الله عنهم إنما يريدون فيه الاعتراض المشار إليه لا ما يخصه أهل الصناعة بالضرورة .
والثاني : أن " في الحياة " متعلق بالتعذيب ، والمراد بالتعذيب الدنيوي مصائب الدنيا ورزاياها ، أو ما لزمهم من التكاليف الشاقة ، فإنهم لا يرجون عليها ثوابا . قاله
ابن زيد ، أو ما فرض عليهم من الزكوات قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، وعلى هذا فالضمير في " بها " يعود على الأموال فقط ، وعلى الأول يعود على الأولاد والأموال .