صفحة جزء
آ . (81) قوله تعالى : بمقعدهم : متعلق بـ " فرح " ، وهو يصلح لمصدر قعد وزمانه ومكانه ، والمراد به ههنا المصدر ، أي : بقعودهم وإقامتها بالمدينة .

[ ص: 91 ] قوله : خلاف فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه منصوب على المصدر بفعل مقدر مدلول عليه بقوله : " مقعدهم " ، لأنه في معنى تخلفوا ، أي : تخلفوا خلاف رسول الله . الثاني : أن " خلاف " مفعول من أجله ، والعامل فيه : إما فرح ، وإما مقعد ، أي : فرحوا لأجل مخالفتهم رسول الله حيث مضى هو للجهاد وتخلفوا هم عنه ، أو بقعودهم لمخالفتهم له ، وإليه ذهب الطبري والزجاج ومؤرج ، ويؤيد ذلك قراءة من قرأ " خلف " بضم الخاء وسكون اللام ، والثالث : أن ينتصب على الظرف ، أي : بعد رسول الله . يقال : " أقام زيد خلاف القوم " ، أي : تخلف بعد ذهابهم ، و " خلاف " يكون ظرفا قال :


2520 - عقب الربيع خلافهم فكأنما بسط الشواطب بينهن حصيرا



وقال الآخر :


2521 - فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى     تهيأ لأخرى مثلها وكأن قد



وإليه ذهب أبو عبيدة وعيسى بن عمر والأخفش ، ويؤيد هذا قراءة ابن عباس وأبي حيوة وعمرو بن ميمون " خلف " بفتح الخاء وسكون اللام .

التالي السابق


الخدمات العلمية