صفحة جزء
آ . (83) قوله تعالى : فإن رجعك : " رجع " يتعدى ، كهذه الآية الكريمة ، ومصدره الرجع ، كقوله : والسماء ذات الرجع ، ولا يتعدى نحو : وإلينا ترجعون ، في قراءة من بناه للفاعل ، والمصدر الرجوع كالدخول .

[ ص: 93 ] قوله : أول مرة ، قد تقدم ذلك . وقال أبو البقاء : " هي ظرف " ، قال الشيخ : " ويعني ظرف زمان وهو بعيد " . لأن الظاهر أنها منصوبة على المصدر ، وفي التفسير : أول خرجة خرجها رسول الله ، فالمعنى : أول مرة من الخروج . قال الزمخشري : " فإن قلت " مرة " نكرة وضعت موضع المرات من التفضيل ، فلم ذكر اسم التفضيل المضاف إليها وهو دال على واحدة من المرات ؟ قلت : أكثر اللغتين : " هند أكبر النساء وهي أكبرهن " ، ثم إن قولك : " هي كبرى امرأة " ، لا تكاد تعثر عليه ، ولكن " هي أكبر امرأة وأول مرة وآخر مرة "

قوله : مع الخالفين هذا الظرف يجوز أن يكون متعلقا بـ " اقعدوا " ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف لأنه حال من فاعل " اقعدوا " . والخالف : المتخلف بعد القوم . وقيل : الخالف : الفاسد . " من خلف " ، أي : فسد ، ومنه " خلوف فم الصائم " ، والمراد بهم النساء والصبيان والرجال العاجزون ، فلذلك جاز جمعه للتغليب . وقال قتادة : " الخالفون : النساء " ، وهو مردود لأجل الجمع . وقرأ عكرمة ومالك بن دينار " مع الخلفين " مقصورا من الخالفين كقوله :


2523 - مثل النقا لبده برد الظلل



وقوله :


2524 - ... ... ... ...

[ ص: 94 ]     عردا ... ... ... ... بردا



يريد : الظلال وعاردا باردا .

التالي السابق


الخدمات العلمية