1. الرئيسية
  2. الدر المصون
  3. تفسير سورة التوبة
  4. تفسير قوله تعالى وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله
صفحة جزء
آ . (90) قوله تعالى : المعذرون : قرئ بوجوه كثيرة ، فمنها قراءة الجمهور : فتح العين وتشديد الذال . وهذه القراءة تحتمل وجهين : أن يكون وزنه فعل مضعفا ، ومعنى التضعيف فيه التكلف ، والمعنى : أنه توهم أن له عذرا ، ولا عذر له . والثاني : أن يكون وزنه افتعل والأصل : اعتذر فأدغمت التاء في الذال بأن قلبت تاء الافتعال ذالا ، ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وهو العين ، ويدل على هذا قراءة سعيد بن جبير " المعتذرون " على الأصل . وإليه ذهب الأخفش والفراء وأبو عبيدة وأبو حاتم والزجاج .

[ ص: 97 ] وقرأ زيد بن علي والضحاك والأعرج وأبو صالح وعيسى بن هلال وهي قراءة ابن عباس أيضا ويعقوب والكسائي " المعذرون " بسكون العين وكسر الذال مخففة من أعذر يعذر كأكرم يكرم .

وقرأ مسلمة " المعذرون " بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى اعتذر . قال أبو حاتم : " أراد المتعذرون ، والتاء لا تدغم في العين لبعد المخارج ، وهي غلط منه أو عليه " .

قوله : ليؤذن لهم متعلق بـ " جاء " وحذف الفاعل وأقيم الجار مقامه للعلم به ، أي : ليأذن لهم الرسول . وقرأ الجمهور " كذبوا " بالتخفيف ، أي : كذبوا في إيمانهم . وقرأ الحسن في المشهور عنه وأبي وإسماعيل " كذبوا " بالتشديد ، أي : لم يصدقوا ما جاء به الرسول عن ربه ولا امتثلوا أمره .

التالي السابق


الخدمات العلمية