صفحة جزء
آ . (94) قوله تعالى : قد نبأنا الله من أخباركم : فيها وجهان ، أحدهما : أنها المتعدية إلى مفعولين أولهما " نا " والثاني : قوله " من أخباركم " . وعلى هذا ففي " من " وجهان ، أحدهما : أنها غير زائدة ، والتقدير : قد نبأنا الله أخبارا من أخباركم ، أو جملة من أخباركم ، فهو في الحقيقة صفة للمفعول المحذوف . والثاني : أن " من " مزيدة عند الأخفش لأنه لا يشترط فيها شيئا . والتقدير : قد نبأنا الله أخباركم .

الوجه الثاني من الوجهين الأولين : أنها متعدية لثلاثة كـ " أعلم " ، فالأول والثاني ما تقدم ، والثالث محذوف اختصارا للعلم به والتقدير : نبأنا الله من أخباركم كذبا ونحوه . قال أبو البقاء : " قد تتعدى إلى ثلاثة ، والاثنان الآخران محذوفان ، تقديره : أخبارا من أخباركم مثبتة ، و " من أخباركم " تنبيه على المحذوف وليست " من " زائدة ، إذ لو كانت زائدة لكانت مفعولا ثانيا ، والمفعول الثالث محذوف ، وهو خطأ لأن المفعول الثاني متى ذكر في هذا [ ص: 104 ] الباب لزم ذكر الثالث . وقيل : " من " بمعنى عن " . قلت : قوله : " إن حذف الثالث خطأ " إن عنى حذف الاقتصار فمسلم ، وإن عنى حذف الاختصار فممنوع ، وقد مر بك في هذه المسألة مذاهب الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية