صفحة جزء
آ . (97) قوله تعالى : الأعراب : صيغة جمع وليس جمعا لعرب قاله سيبويه ؛ وذلك لئلا يلزم أن يكون الجمع أخص من الواحد ، فإن العرب هذا الجيل الخاص سواء سكن البوادي أم سكن القرى ، وأما الأعراب فلا يطلق إلا على من يسكن البوادي فقط . وقد تقدم لك في أوائل هذا الموضوع عند قوله تعالى : رب العالمين ، ولهذا الفرق نسب إلى الأعراب على لفظه فقيل : أعرابي . ويجمع على أعاريب .

وقوله : وأجدر ، أي : أحق وأولى ، يقال : هو جدير وأجدر وحقيق وأحق وقمين وأولى وخليق بكذا ، كله بمعنى واحد . قال الليث : " جدر يجدر جدارة فهو جدير ، ويؤنث ويثنى ويجمع قال الشاعر :


2535 - بخيل عليها جنة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا ويستعلوا



وقد نبه الراغب على أصل اشتقاق هذه المادة وأنها من الجدار أي [ ص: 105 ] الحائط ، فقال : " والجدير : المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار " والذي يظهر أن اشتقاقه من الجدر وهو أصل الشجرة فكأنه ثابت كثبوت الجدر في قولك " جدير بكذا "

قوله : ألا يعلموا ، أي : بأن لا يعلموا فحذف حرف الجر فجرى الخلاف المشهور بين الخليل والكسائي مع سيبويه والفراء .

التالي السابق


الخدمات العلمية