صفحة جزء
آ . (111) قوله تعالى : بأن لهم : متعلق بـ " اشترى " ، ودخلت الباء هنا على المتروك على بابها ، وسماها أبو البقاء باء المقابلة كقولهم باء العوض . وقرأ عمر بن الخطاب " بالجنة " .

[ ص: 128 ] قوله : " يقاتلون " يجوز أن يكون مستأنفا ، ويجوز أن يكون حالا . وقال الزمخشري : " يقاتلون " فيه معنى الأمر ، كقوله تعالى : وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم . قلت : وعلى هذا فيتعين الاستئناف ، لأن الطلب لا يقع حالا . وقد تقدم الخلاف في " فيقتلون ويقتلون " في آل عمران .

قوله : وعدا منصوب على المصدر المؤكد لمضمون الجملة لأن معنى " اشترى " معنى وعدهم بذلك فهو نظير " هذا ابني حقا " . ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ، وفيه ضعف . و " حقا " نعت له ، و " عليه " حال من " حقا " لأنه في الأصل صفة لو تأخر .

قوله : في التوراة فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ " اشترى " وعلى هذا فتكون كل أمة قد أمرت بالجهاد ووعدت عليه الجنة . والثاني : أنه متعلق بمحذوف لأنه صفة للوعد ، أي : وعدا مذكورا وكائنا في التوراة ، وعلى هذا فيكون الوعد بالجنة لهذه الأمة مذكورا في كتب الله المنزلة . وقال الزمخشري في أثناء كلامه : " لا يجوز عليه قبيح قط " ، قال الشيخ : " استعمل " قط " في غير موضوعه ؛ لأنه أتى به مع قوله : " لا يجوز عليه " و " قط " ظرف ماض ؛ فلا يعمل فيه إلا الماضي " ، قلت : ليس المراد هنا زمنا بعينه .

وقوله : فاستبشروا فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب لأن في [ ص: 129 ] خطابهم بذلك تشريفا لهم ، واستفعل هنا ليس للطلب ، بل بمعنى أفعل كاستوقد وأوقد . وقوله : الذي بايعتم به توكيد كقوله : الذي بنوا لينص لهم على هذا البيع بعينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية