آ . (48) قوله تعالى :
قيل يا نوح : الخلاف المتقدم في قوله
وإذا قيل لهم آمنوا وشبهه عائد هنا ، أي : في كون القائم مقام الفاعل الجملة المحكية أو ضمير مصدر الفعل .
قوله :
بسلام حال من فاعل
" اهبط " ، أي : ملتبسا بسلام . و
" منا " صفة لـ " سلام " فيتعلق بمحذوف أو هو متعلق بنفس سلام ، وابتداء الغاية مجاز ، وكذلك " عليك " يجوز أن يكون صفة لبركات أو متعلقا بها .
قوله :
ممن معك يجوز في " من " أن تكون لابتداء الغاية ، أي : ناشئة من الذين معك ، وهم الأمم المؤمنون إلى آخر الدهر ، ويجوز أن تكون " من " لبيان الجنس ، فيراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة ، لأنهم كانوا جماعات . وقرئ " اهبط " بضم الباء ، وقد تقدم أول البقرة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي فيما - نقل عنه - " وبركة " بالتوحيد .
قوله :
وأمم يجوز أن يكون مبتدأ ، و
" سنمتعهم " خبره ، وفي مسوغ الابتداء وجهان ، أحدهما : الوصف التقديري ، إذ التقدير : وأمم منهم ، أي : ممن معك كقولهم " السمن منوان بدرهم " فمنوان مبتدأ وصف بـ " منه " تقديرا . والثاني : أن المسوغ لذلك التفصيل نحو : " الناس رجلان : رجل أهنت ، وآخر
[ ص: 340 ] أكرمت " ومنه قول
امرئ القيس :
2670 - إذا ما بكى من خلفها انحرفت له بشق وشق عندنا لم يحول
ويجوز أن يكون مرفوعا بالفاعلية عطفا على الضمير المستتر في
" اهبط " وأغنى الفصل عن التأكيد بالضمير المنفصل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء قال الشيخ : " وهذا التقدير والمعنى لا يصلحان ، لأن الذين كانوا مع نوح في السفينة إنما كانوا مؤمنين لقوله : " ومن آمن " ولم يكونوا كفارا ومؤمنين ، فيكون الكفار مأمورين بالهبوط ، إلا إن قدر أن من المؤمنين من يكفر بعد الهبوط ، وأخبر عنهم بالحال التي يؤولون إليها فيمكن على بعد " . قلت : وقد تقدم أن مثل ذلك لا يجوز ، في قول
اسكن أنت وزوجك لأمر صناعي ، و
" سنمتعهم " على هذا صفة لـ " أمم " ، والواو يجوز أن تكون للحال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش : " كما تقول : " كلمت زيدا وعمرو جالس " ويجوز أن تكون لمجرد النسق " .