صفحة جزء
آ . (77) قوله تعالى : سيء : فعل مبني للمفعول . والقائم مقام الفاعل ضمير لوط من قولك " ساءني كذا " أي : حصل لي سوء . و " بهم " متعلق به أي : بسببهم . و " ذرعا " نصب على التمييز ، وهو في الأصل مصدر ذرع البعير يذرع بيديه في سيره إذا سار على قدر خطوه ، اشتقاقا من الذراع ، ثم توسع فيه فوضع موضع الطاقة والجهد فقيل : ضاق ذرعه أي : طاقته قال :


2690 - ... ... ... ... [ ص: 361 ] فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك



وقد يقع الذراع موقعه قال :


2691 - إذا التياز ذو العضلات قلنا     إليك إليك ضاق بها ذراعا

قيل : هو كناية عن ضيق الصدر .

وقوله : عصيب العصيب والعصبصب والعصوب : اليوم الشديد ، الكثير الشر الملتف بعضه ببعض قال :


2692 - وكنت لزاز خصمك لم أعرد     وقد سلكوك في يوم عصيب

وعن أبي عبيد : " سمي عصيبا لأنه يعصب الناس بالشر " . والعصابة : الجماعة من الناس سموا بذلك لإحاطتهم إحاطة العصابة .

قوله : يهرعون في محل نصب على الحال . والعامة على " يهرعون " مبنيا للمفعول . والإهراع : الإسراع ويقال : وهو المشي بين الهرولة والجمز . وقال الهروي : هرع وأهرع : استحث . وقرأت فرقة : " يهرعون " بفتح الياء مبنيا للفاعل من لغة " هرع " .

قوله : هؤلاء بناتي جملة برأسها ، و " هن أطهر لكم " جملة أخرى ، ويجوز أن يكون " هؤلاء " مبتدأ ، و " بناتي " بدل أو عطف بيان ، و " هن " مبتدأ ، [ ص: 362 ] و " أطهر " خبره ، والجملة خبر الأول . ويجوز أن يكون " هن " فصلا ، و " أطهر " خبر : إما لـ " هؤلاء " ، وإما لـ " بناتي " ، والجملة خبر الأول .

وقرأ الحسن وزيد بن علي وسعيد بن جبير وعيسى بن عمر والسدي : " أطهر " بالنصب . وخرجت على الحال . فقيل : " هؤلاء " مبتدأ ، و " بناتي هن " جملة في محل خبره ، و " أطهر " حال ، والعامل : إما التنبيه وإما الإشارة . وقيل : " هن " فصل بين الحال وصاحبها ، وجعل من ذلك قولهم : " أكثر أكلي التفاحة هي نضيجة " . ومنعه بعض النحويين ، وخرج الآية على أن " لكم " خبر " هن " فلزمه على ذلك أن تتقدم الحال على عاملها المعنوي ، وخرج المثل المذكور على أن " نضيجة " منصوبة بـ " كان " مضمرة .

قوله : ولا تخزون في ضيفي : الضيف في الأصل مصدر ، ثم أطلق على الطارق لميلانه إلى المضيف ، ولذلك يقع على المفرد والمذكر وضديهما بلفظ واحد ، وقد يثنى فيقال : ضيفان ، ويجمع فيقال : أضايف وضيوف كأبيات وبيوت وضيفان كحوض وحيضان .

التالي السابق


الخدمات العلمية