آ . (89) قوله تعالى :
لا يجرمنكم : العامة على فتح ياء المضارعة من جرم ثلاثيا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب بضمها من أجرم . وقد تقدم أن " جرم " يتعدى لواحد ولاثنين مثل كسب ، فيقال : جرم زيد مالا نحو : كسبه ، وجرمته ذنبا ، أي : كسبته إياه فهو مثل كسب ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على تعديه لاثنين قول الشاعر :
[ ص: 377 ] 2698 - ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
فيكون الكاف والميم هو المفعول الأول ، والثاني هو : أن يصيبكم أي : لا تكسبنكم عداوتي إصابة العذاب . وقد تقدم أن جرم وأجرم بمعنى ، أو بينهما فرق . ونسب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ضم الياء من أجرم لابن كثير .
والعامة أيضا على ضم لام " مثل " رفعا على أنه فاعل
" يصيبكم " ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد والجحدري بفتحها ، وفيها وجهان ، أحدهما : أنها فتحة بناء وذلك أنه فاعل كحاله في القراءة المشهورة ، وإنما بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن كقوله تعالى :
إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون وكقوله :
2699 - لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات أوقال
وقد تقدم تحقيق هذه القاعدة في الأنعام . والثاني : أنه نعت لمصدر محذوف فالفتحة للإعراب ، والفاعل على هذا مضمر يفسره سياق الكلام ، أي : يصيبكم العذاب إصابة مثل ما أصاب .
قوله :
ببعيد أتى بـ " بعيد " مفردا وإن كان خبرا عن جمع لأحد أوجه : إما لحذف مضاف تقديره : وما إهلاك قوم ، وإما باعتبار زمان ، أي : بزمان بعيد ، وإما باعتبار مكان ، أي : بمكان بعيد ، وإما باعتبار موصوف غيرهما ، أي : بشيء بعيد ، كذا قدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وتبعه الشيخ ، وفيه إشكال من
[ ص: 378 ] حيث إن تقديره بزمان يلزم فيه الإخبار بالزمان عن الجثة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أيضا : " ويجوز أن يسوى في " قريب " و " بعيد " و " قليل " و " كثير " بين المذكر والمؤنث لورودها على زنة المصادر التي هي كالصهيل والنهيق ونحوهما " .