صفحة جزء
[ ص: 462 ] آ . (22) قوله تعالى : أشده : فيه ثلاثة أقوال ، أحدها : وهو قول سيبويه أنه جمع مفرده " شدة " نحو : نعمة وأنعم . الثاني : قول الكسائي : أن مفرده " شد " بزنة فعل نحو صك وأصك ، ويؤيده قول الشاعر :


2762 - عهدي به شد النهار كأنما خضب البنان ورأسه بالعظلم

الثالث : أنه جمع لا واحد له من لفظه قاله أبو عبيدة ، وخالفه الناس في ذلك ، إذ قد سمع " شدة " و " شد " وهما صالحان له وهو من الشد وهو الربط على الشيء والعقد عليه . قال الراغب : " وقوله تعالى حتى إذا بلغ أشده فيه تنبيه أن الإنسان إذا بلغ هذا القدر يتقوى خلقه الذي هو عليه فلا يكاد يزايله ، وما أحسن ما تنبه له الشاعر حيث يقول :


2763 - إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن     له دون ما يهوى حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي مضى     وإن جر أسباب الحياة له العمر

وقوله : وكذلك إما نعت لمصدر محذوف أو حال من ضمير المصدر وتقدم نظائره .

التالي السابق


الخدمات العلمية