آ . (47) قوله تعالى :
تزرعون : ظاهره أن هذا إخبار من
يوسف عليه السلام بذلك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " تزرعون " خبر في معنى الأمر كقوله :
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون وإنما يخرج الأمر في صورة الخبر للمبالغة في إيجاب المأمور المأمور به ، فيجعل كأنه وجد فهو يخبر عنه ، والدليل على كونه في معنى الأمر قوله :
فذروه في سنبله . قال الشيخ : " ولا يدل الأمر بتركه في سنبله على أن " تزرعون " في معنى ازرعوا ، بل تزرعون إخبار غيب ، وأما " فذروه " فهو أمر إشارة بما ينبغي أن يفعلوه " . قلت : هذا هو الظاهر ، ولا مدخل لأمره لهم بالزراعة ؛ لأنهم يزرعون على عادتهم ، أمرهم أو لم يأمرهم ، وإنما يحتاج إلى الأمر فيما لم يكن من عادة الإنسان أن يفعله كتركه في سنبله .
قوله :
دأبا قرأ
حفص بفتح الهمزة ، والباقون بسكونها ، وهما لغتان في مصدر دأب يدأب ، أي : داوم على الشيء ولازمه . وهذا كما قالوا : ضأن وضأن ، ومعز ومعز بفتح العين وسكونها . وفي انتصابه أوجه ، أحدها وهو قول
[ ص: 510 ] nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : أنه منصوب بفعل مقدر تقديره تدأبون . والثاني وهو قول
أبي العباس : أنه منصوب بتزرعون لأنه من معناه ، فهو من باب " قعدت القرفصاء " . وفيه نظر لأنه ليس نوعا خاصا به بخلاف القرفصاء مع القعود . والثالث : أنه واقع موقع الحال فيكون فيه الأوجه المعروفة : إما المبالغة ، وإما وقوعه موقع الصفة ، وإما على حذف مضاف ، أي : دائبين أو ذوي دأب ، أو جعلهم نفس الدأب مبالغة . وقد تقدم الكلام على " الدأب " في آل عمران عند قوله :
كدأب آل فرعون .
قوله :
فما حصدتم " ما " يجوز أن تكون شرطية أو موصولة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبو عبد الرحمن " يأكلون " بالغيبة ، أي : الناس ، ويجوز أن يكون التفاتا .