صفحة جزء
آ. (154) قوله تعالى: أموات بل أحياء : خبر مبتدأ محذوف أي: لا تقولوا: هم أموات، وكذلك "أحياء" خبر مبتدأ محذوف أي: بل هم أحياء، وقد راعى لفظ "من" مرة فأفرد في قوله "يقتل"، ومعناها أخرى فجمع في قوله "أموات بل أحياء" واللام هنا للعلة، ولا تكون للتبليغ، لأنهم لم يبلغوا الشهداء قولهم هذا. والجملة من قوله: "هم أموات" في محل نصب بالقول لأنها محكية به، وأما "بل هم أحياء" فيتحمل وجهين، أحدهما: [ ص: 185 ] ألا يكون له محل من الإعراب، بل هو إخبار من الله تعالى بأنهم أحياء، ويرجحه قوله: "ولكن لا تشعرون" إذ المعنى لا شعور لكم بحياتهم. والثاني: أن يكون محله النصب بقول محذوف تقديره، بل قولوا هم أحياء، ولا يجوز أن ينتصب بالقول الأول لفساد المعنى، وحذف مفعول "يشعرون" "لفهم المعنى أي: بحياتهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية