صفحة جزء
آ. (48) قوله تعالى: يوم تبدل : يجوز فيه عدة أوجه، أحدها: أن يكون منصوبا بـ "انتقام"، أي: يقع انتقامه في ذلك اليوم. الثاني: أن ينتصب بـ "اذكر". الثالث: أن ينتصب بما يتلخص من معنى: عزيز ذو انتقام . الرابع: أن يكون بدلا من يوم يأتيهم . الخامس: أن ينتصب بـ "مخلف". السادس: أن ينتصب بـ "وعده"، و "إن" وما بعدها اعتراض. ومنع أبو البقاء هذين الأخيرين، قال: لأن ما قبل "إن" لا يعمل فيما بعدها. وهذا غير مانع لأنه كما تقدم اعتراض فلا يبالى به فاصلا.

وقوله: "والسماوات" تقديره: وتبدل السماوات غير السماوات. وفي التبديل قولان: هل هو متعلق بالذات أو بالصفة؟ وإلى الثاني ميل [ ص: 130 ] ابن عباس، وأنشد:


2915 - فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الدار التي كنت تعلم

وقرئ: "نبدل" بالنون، "الأرض" نصبا، و "السماوات" نسق عليه.

قوله: "وبرزوا" فيه وجهان: أحدهما أنها جملة مستأنفة، أي: ويبرزون، كذا قدره أبو البقاء، يعني أنه ماض يراد به الاستقبال، والأحسن أنه مثل ونادى أصحاب النار ، ونادى أصحاب الجنة ، ربما يود الذين كفروا ، أتى أمر الله لتحقق ذلك.

والثاني: أنها حال من الأرض، و "قد" معها مرادة، قاله أبو البقاء، ويكون الضمير في "برزوا" للخلق دل عليهم السياق، والرابط بين الحال وصاحبها الواو.

وقرأ زيد بن علي: "وبرزوا" بضم الباء وكسر الراء مشددة على التكثير في الفعل ومفعوله.

التالي السابق


الخدمات العلمية