صفحة جزء
آ. (50) قوله تعالى: سرابيلهم من قطران : مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال: إما من "المجرمين"، وإما من "مقرنين"، وإما من ضميره. ويجوز أن تكون مستأنفة، وهو الظاهر.

والسرابيل: الثياب. وسربلته، أي: ألبسته السربال. قال:


2920 - أودى بنعلي وسرباليه

ويطلق على ما يحصن في الحرب، من الدرع وشبهه، قال تعالى: وسرابيل تقيكم بأسكم .

والقطران: ما يستخرج من شجر، فيطبخ وتطلى به الإبل الجرب ليذهب جربها بحدته، وهو أفضل الأشياء للاشتعال به. وفيه لغات: قطران بفتح القاف وكسر الطاء، وهي قراءة العامة. وقطران بزنة سكران وبها قرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. وقال أبو النجم:


2921 - لبسه القطران والمسوحا

[ ص: 133 ] وقطران بكسر القاف وسكون الطاء بزنة سرحان، ولم يقرأ بها فيما علمت.

وقرأ جماعة كثيرة منهم علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو هريرة والحسن: "بقطر" بفتح القاف وكسر الطاء وتنوين الراء، "آن" بوزن عان، جعلوهما كلمتين، والقطر: النحاس، والآني: اسم فاعل من أنى يأني، أي: تناهى في الحرارة كقوله: وبين حميم آن ، وعن عمر رضي الله عنه: "ليس بالقطران، ولكنه النحاس الذي يصير بلونه".

وقرئ: "وتغشى" بتشديد الشين، أي: وتتغشى، فحذف إحدى التاءين.

وقرئ برفع "وجوههم" ونصب "النار" على سبيل المجاز، جعل ورود الوجوه النار غشيانا.

والجملة من قوله: "وتغشى" قال أبو البقاء: "حال أيضا"، يعني أنها معطوفة على الحال، ولا يعني أنها حال، والواو للحال; لأنه مضارع مثبت.

التالي السابق


الخدمات العلمية