آ. (2) قوله تعالى: 
ينزل الملائكة  : قد تقدم الخلاف في "ينزل" بالنسبة إلى التشديد والتخفيف في البقرة. وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي   nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش   nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم   "تنزل" مشددا مبنيا للمفعول وبالتاء من فوق، "الملائكة" رفعا لقيامه مقام الفاعل، وقرأ 
الجحدري  كذلك، إلا أنه خفف الزاي. وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج   nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية  والمفضل  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم:   "تنزل" بتاء واحدة من فوق، وتشديد الزاي مبنيا للفاعل، والأصل: "تتنزل" بتاءين. وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة:   "ننزل" بنونين وتشديد الزاي، 
 "الملائكة" نصبا، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة  كذلك إلا أنه بالتخفيف. قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية:   "وفيهما شذوذ" ولم يبين وجه ذلك، ووجهه: أن ما قبله وما بعده مضمر غائب، وتخريجه على الالتفات. 
قوله: 
 "بالروح" يجوز أن يكون متعلقا بنفس الإنزال، وأن يكون متعلقا بمحذوف على أنه حال من الملائكة، أي: ومعهم الروح. 
قوله: 
من أمره حال من "الروح". و "من": إما لبيان الجنس، وإما للتبعيض.  
[ ص: 189 ] قوله: 
أن أنذروا في "أن" ثلاثة أوجه، أحدها: أنها المفسرة; لأن الوحي فيه ضرب من القول، والإنزال بالروح عبارة عن الوحي. الثاني: أنها المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف تقديره: أن الشأن أقول لكم: إنه لا إله إلا أنا، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري   : الثالث: أنها المصدرية التي من شأنها نصب المضارع ووصلت بالأمر كقولهم: "كتبت إليه بأن قم"، وقد مضى لنا فيه بحث. 
فإن قلنا: إنها المفسرة فلا محل لها، وإن قلنا: إنها المخففة أو الناصبة ففي محلها ثلاثة أوجه، أحدها: أنها مجرورة المحل بدلا من "الروح"; لأن التوحيد روح تحيا به النفوس. الثاني: أنها في محل جر على إسقاط الخافض كما هو مذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل.  والثالث: أنها في محل نصب على إسقاطه وهو مذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه،  والأصل: بأن أنذروا، فلما حذف الجار جرى الخلاف المشهور. 
قوله: 
أنه لا إله إلا أنا هو مفعول الإنذار والإنذار قد يكون بمعنى الإعلام. يقال: نذرته وأنذرته بكذا، أي: أعلموهم التوحيد. وقوله: 
 "فاتقون" التفات إلى التكلم بعد الغيبة.