صفحة جزء
[ ص: 214 ] آ. (30) قوله تعالى: خيرا : العامة على نصبه، أي: أنزل خيرا. قال الزمخشري : "فإن قلت: لم رفع الأول ونصب هذا؟ قلت: فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد". يعني أن هؤلاء لما سئلوا لم يتلعثموا، وأطبقوا الجواب على السؤال بينا مكشوفا مفعولا للإنزال فقالوا: خيرا، وأولئك عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا: هو أساطير الأولين، وليس هو من الإنزال في شيء.

وزيد بن علي: "خير" بالرفع، أي: المنزل خير، وهي مؤيدة لجعل "ذا" موصولة، وهو الأحسن لمطابقة الجواب لسؤاله، وإن كان العكس جائزا، وقد تقدم تحقيقه في البقرة.

قوله: للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة هذه الجملة يجوز فيها أوجه، أحدها: أن تكون منقطعة مما قبلها، إخبار استئناف بذلك. الثاني: أنها بدل من "خيرا". قال الزمخشري : هو بدل من "خيرا" حكاية لقول الذين اتقوا، أي: قالوا هذا القول فقدم تسميته خيرا ثم حكاه. الثالث: أن هذه الجملة تفسير لقوله: "خيرا"; وذلك أن الخير هو الوحي الذي أنزل الله فيه: من أحسن في الدنيا بالطاعة حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة.

وقوله: في هذه الدنيا الظاهر تعلقه بـ "أحسنوا"، أي: أوقعوا الحسنة في دار الدنيا. ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف على أنه حال من [ ص: 215 ] "حسنة" إذ لو تأخر لكان صفة لها، ويضعف تعلقه بها نفسها لتقدمه عليها.

التالي السابق


الخدمات العلمية