صفحة جزء
آ. (52) قوله تعالى: واصبا : حال من "الدين" العامل فيها [ ص: 237 ] الاستقرار المتضمن الجار الواقع خبرا. والواصب: الدائم، قال حسان:


2979 - غيرته الريح تسفي به وهزيم رعده واصب

وقال أبو الأسود:


2980 - لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه     يوما بذم الدهر أجمع واصبا

والوصب: العليل لمداومة السقم له. وقيل: من الوصب وهو التعب، ويكون حينئذ على النسب، أي: ذا وصب; لأن الدين فيه تكاليف ومشاق على العباد، فهو كقوله:


2981 - ... ... ... ...     أضحى فؤادي به فاتنا

أي: ذا فتون، وقيل: الواصب: الخالص.

وقال ابن عطية: والواو في قوله: وله ما في السماوات عاطفة على قوله: إله واحد ، ويجوز أن تكون واو ابتداء. قال الشيخ: "ولا يقال واو ابتداء إلا لواو الحال، ولا تظهر هنا الحال". قلت: وقد يطلقون واو [ ص: 238 ] الابتداء، ويريدون واو الاستئناف، أي: التي لم يقصد بها عطف ولا تشريك، وقد نصوا على ذلك فقالوا: قد يؤتى بالواو أول كلام من غير قصد إلى عطف. واستدلوا على ذلك بإتيانهم بها في أول قصائدهم وأشعارهم، وهو كثير جدا. ومعنى قوله: عاطفة على قوله: إله واحد ، أي: أنها عطفت جملة على مفرد، فيجب تأويلها بمفرد لأنها عطفت على الخبر فيكون خبرا، ويجوز على كونها عاطفة أن تكون عاطفة على الجملة بأسرها، وهي قوله: إنما هو إله واحد وكأن ابن عطية قصد بواو الابتداء هذا، فإنها استئنافية.

التالي السابق


الخدمات العلمية