صفحة جزء
آ. (92) قوله تعالى: أنكاثا : يجوز فيه وجهان، أظهرهما: أنه حال من "غزلها". والأنكاث: جمع نكث بمعنى منكوث، أي: منقوض. والثاني: أنه مفعول ثان لتضمين "نقضت" معنى "صيرت". وجوز الزجاج فيه وجها ثالثا وهو: النصب على المصدرية; لأن معنى نقضت: نكثت، فهو ملاق لعامله في المعنى.

قوله: "تتخذون" يجوز أن تكون الجملة حالا من واو "تكونوا" أو من الضمير المستتر في الجار، إذ المعنى: لا تكونوا مشبهين كذا حال كونكم متخذين.

قوله: دخلا بينكم هو المفعول الثاني ل "تتخذون". والدخل: الفساد والدغل. وقيل: "دخلا": مفعول من أجله. وقيل: الدخل: الداخل في الشيء ليس منه.

قوله: أن تكون ، أي: بسبب أن تكون، أو مخافة أن تكون. و "تكون" يجوز أن تكون تامة، فتكون "أمة" فاعلها، وأن تكون ناقصة، فتكون "أمة" اسمها، و "هي" مبتدأ، و "أربى" خبره. والجملة في محل [ ص: 282 ] نصب على الحال، على الوجه الأول، وفي موضع الخبر على الثاني. وجوز الكوفيون أن تكون "أمة" اسمها، و "هي" عماد، أي: ضمير فصل، و "أربى" خبر "تكون"، والبصريون لا يجيزون ذلك لأجل تنكير الاسم، فلو كان الاسم معرفة لجاز ذلك عندهم.

قوله: "به" يجوز أن يعود الضمير على المصدر المنسبك من أن تكون تقديره: إنما يبلوكم الله بكون أمة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعود على "الربا" المدلول عليه بقوله: هي أربى وقيل: على الكثرة، لأنها في معنى الكثير. قال ابن الأنباري: "لما كان تأنيثها غير حقيقي حملت على معنى التذكير، كما حملت الصيحة على الصياح"، ولم يتقدم للكثرة لفظ، وإنما هي مدلول عليها بالمعنى من قوله: هي أربى .

التالي السابق


الخدمات العلمية