صفحة جزء
آ. (5) قوله تعالى: وعد : أي: موعود، فهو مصدر واقع موقع مفعول، وتركه الزمخشري على حاله، لكن بحذف مضاف، أي: وعد عقاب أولاهما. وقيل: الوعد بمعنى الوعيد. وقيل: بمعنى الموعد الذي يراد به الوقت. فهذه أربعة أوجه. والضمير عائد على المرتين. [ ص: 314 ] قوله: "عبادا" العامة على "عباد" بزنة فعال، وزيد بن علي والحسن "عبيدا" على فعيل، وقد تقدم الكلام على ذلك.

قوله: "فجاسوا" عطف على "بعثنا"، أي: ترتب على بعثنا إياهم هذا. والجوس والجوس بفتح الجيم وضمها مصدر جاس يجوس، أي: فتش ونقب، قاله أبو عبيد. وقال الفراء: "قتلوا". قال حسان:


3026 - ومنا الذي لاقى بسيف محمد فجاس به الأعداء عرض العساكر

وقال أبو زيد: "الجوس والجوس والحوس والهوس طلب الطوف بالليل". وقال قطرب: "جاسوا: نزلوا". وأنشد:


3027 - فجسنا ديارهم عنوة     وأبنا بساداتهم موثقينا

وقيل: "جاسوا بمعنى داسوا"، وأنشد:


3028 - إليك جسنا الفيل بالمطي

وقيل: الجوس: التردد. وقيل: طلب الشيء باستقصاء. ويقال: "حاسوا" بالحاء المهملة، وبها قرأ طلحة وأبو السمال، وقرئ: "فجوسوا" بالجيم بزنة نكسوا. [ ص: 315 ] قوله: "خلال" العامة على "خلال" وهو محتمل لوجهين، أحدهما: أنه جمع خلل كجبال في جبل، وجمال في جمل. والثاني: أنه اسم مفرد بمعنى وسط، ويدل له قراءة الحسن "خلل الديار". وقوله: "وكان وعدا"، أي: وكان الجوس، أو وكان وعد أولاهما، أو وكان وعد عقابهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية