[ ص: 316 ] آ. (7) قوله تعالى: 
فلها  : في اللام أوجه: أحدها: أنها بمعنى "على"، أي: فعليها كقوله: 
 3030 - ... ... ... ... فخر صريعا لليدين وللفم 
أي: على اليدين. والثاني: أنها بمعنى إلى. قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري:   "أي: فإليها ترجع الإساءة". الثالث: أنها على بابها، وإنما أتى بها دونه "على" للمقابلة في قوله: " لأنفسكم " فأتى بها ازدواجا. وهذه اللام يجوز أن تتعلق بفعل مقدر كما تقدم في قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري،  وإما بمحذوف على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره: فلها الإساءة لا لغيرها. 
قوله: 
فإذا جاء وعد الآخرة ، أي: المرة الآخرة فحذفت "المرة" للدلالة عليها، وجواب الشرط محذوف تقديره: بعثناهم. 
وقوله: 
ليسوءوا وجوهكم متعلق بهذا الجواب المقدر. وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر   nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة   nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر:   "ليسوء" بالياء المفتوحة وهمزة مفتوحة آخر الفعل. والفاعل: إما الله تعالى، وإما الوعد، وإما البعث، وإما النفير. 
 nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي   "لنسوء" بنون العظمة، أي: لنسوء نحن، وهو موافق لما قبله من قوله: "بعثنا عبادا لنا" و 
 "رددنا" و "أمددنا"، وما بعده من قوله: 
 "عدنا" و "جعلنا".  
[ ص: 317 ] وقرأ الباقون: 
 "ليسوءوا" مسندا إلى ضمير الجمع العائد على العباد، أو على النفير; لأنه اسم جمع، وهو موافق لما بعده من قوله: 
وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا  . وفي عود الضمير على النفير نظر; لأن النفير المذكور من المخاطبين، فكيف يوصف ذلك النفير بأنه يسوء وجوههم؟ اللهم إلا أن يريد هذا القائل أنه عائد على لفظه دون معناه، من باب: "عندي درهم ونصفه". 
وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=34أبي:   "لنسوءن" بلام الأمر ونون التوكيد الخفيفة ونون العظمة، وهذا جواب ل "إذا"، ولكن على حذف الفاء، أي: فلنسوءن، ودخلت لام الأمر على فعل المتكلم كقوله تعالى: 
ولنحمل خطاياكم  . 
وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب:   "ليسوءن" و "لنسوءن" بالياء أو النون التي للعظمة، ونون التوكيد الشديدة، واللام التي للقسم. وفي مصحف 
 nindex.php?page=showalam&ids=34أبي:   "ليسوء" بضم الهمزة من غير واو، وهذه القراءة تشبه أن تكون على لغة من يجتزئ عن الواو بالضمة، كقوله: 
 3031 - فلو أن الأطبا كان حولي      ... ... ... ... 
يريد: "كانوا". وقول الآخر: 
 3032 - إذا ما الناس جاع وأجدبوا      ... ... ... ... 
يريد "جاعوا"، فكذا هذه القراءة، أي: ليسوءوا، كما في القراءة الشهيرة، فحذف الواو.  
[ ص: 318 ] وقرئ: "ليسيء" بضم الياء وكسر السين وياء بعدها، أي: ليقبح الله وجوهكم، أو ليقبح الوعد، أو البعث. وفي مصحف 
 nindex.php?page=showalam&ids=9أنس:   "وجهكم" بالإفراد كقوله: 
 3033 - كلوا في بعض بطنكم تعفوا      ... ... ... ... 
 [وكقوله:] 
 3034 -... ... ... ... .     في حلقكم عظم وقد شجينا 
 [وكقوله:] 
 3035 - ... ... ... ...     وأما جلدها فصليب 
قوله: 
 "وليدخلوا" من جعل الأولى لام "كي" كانت هذه أيضا لام "كي" معطوفة عليها، عطف علة على أخرى، ومن جعلها لام أمر 
كأبي،  أو لام قسم 
 nindex.php?page=showalam&ids=8كعلي بن أبي طالب  فاللام في "ليدخلوا" تحتمل وجهين: الأمر والتعليل، و 
كما دخلوه نعت لمصدر محذوف أو حال من ضميره، كما يقول 
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه،  أي: دخولا كما دخلوه. و 
أول مرة ظرف زمان، وتقدم الكلام عليها في براءة. 
[قوله:] 
ما علوا يجوز في "ما" أن تكون مفعولا بها، أي: ليهلكوا  
[ ص: 319 ] الذي علوه، وقيل: ليهدموه كقوله: 
 3036 - وما الناس إلا عاملان فعامل     يتبر ما يبني وآخر رافع 
ويجوز فيها أن تكون ظرفية، أي: مدة استعلائهم، وهذا محوج إلى حذف مفعول، اللهم إلا أن يكون القصد مجرد ذكر الفعل نحو: هو يعطي ويمنع.