صفحة جزء
آ. (28) قوله تعالى: ابتغاء رحمة : يجوز أن يكون مفعولا من أجله، ناصبه "تعرضن" وهو من وضع المسبب موضع السبب، وذلك أن [ ص: 345 ] الأصل: وإما تعرضن عنهم لإعسارك. وجعله الزمخشري منصوبا بجواب الشرط، أي: فقل لهم قولا سهلا ابتغاء رحمة. ورد عليه الشيخ: بأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها نحو: "إن يقم زيد عمرا فاضرب" فإن حذفت الفاء جاز عند سيبويه والكسائي نحو: "إن يقم زيد عمرا يضرب". فإن كان الاسم مرفوعا نحو "إن تقم زيد يقم" جاز ذلك عند سيبويه على أنه مرفوع بفعل مقدر يفسره الظاهر بعده، أي: إن تقم يقم زيد يقم. ومنع من ذلك الفراء وشيخه.

وفي الرد نظر; لأنه قد ثبت ذلك، لقوله تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر الآية. لأن "اليتيم" وما بعده منصوبان بما بعد فاء الجواب.

الثاني: أنه موضع الحال من فاعل "تعرضن".

قوله: "من ربك" يجوز أن يكون صفة ل "رحمة"، وأن يكون متعلقا ب "ترجوها"، أي: ترجوها من جهة ربك، على المجاز.

قوله: "ترجوها" يجوز أن يكون حالا من فاعل "تعرضن"، وأن يكون صفة ل "رحمة".

التالي السابق


الخدمات العلمية