صفحة جزء
آ. (41) قوله تعالى: ولقد صرفنا : العامة على تشديد الراء، وفي مفعول "صرفنا" وجهان، أحدهما: أنه مذكور، و "في" مزيدة فيه، [ ص: 359 ] أي: ولقد صرفنا هذا القرآن، كقوله: ولقد صرفناه بينهم ، ومثله:


3068 - ... ... ... ... يجرح في عراقيبها نصلي

أي: يجرح عراقيبها. وقوله تعالى: وأصلح لي في ذريتي ، وأصلح لي ذريتي. ورد هذا بأن "في" لا تزاد، وما ذكر متأول، وسيأتي إن شاء الله تعالى في الأحقاف.

الثاني: أنه محذوف تقديره: ولقد صرفنا أمثاله ومواعظه وقصصه وأخباره وأوامره.

وقال الزمخشري في تقدير ذلك: "ويجوز أن يراد ب "هذا القرآن" إبطال إضافتهم إلى الله البنات; لأنه مما صرفه وكرر ذكره، والمعنى: ولقد صرفنا القول في هذا المعنى، وأوقعنا التصريف فيه، وجعلناه مكانا للتكرير، ويجوز أن يريد ب هذا القرآن التنزيل، ويريد: ولقد صرفناه، يعني هذا المعنى في مواضع من التنزيل، فترك الضمير لأنه معلوم". قلت: وهذا التقدير الذي قدره الزمخشري أحسن; لأنه مناسب لما دلت عليه الآية وسيقت [ ص: 360 ] لأجله، فقدر المفعول خاصا، وهو: إما القول، وإما المعنى، وهو الضمير الذي قدره في "صرفناه" بخلاف تقدير غيره، فإنه جعله عاما.

وقيل: المعنى: لم ننزله مرة واحدة بل نجوما، والمعنى: أكثرنا صرف جبريل إليك، فالمفعول جبريل عليه السلام.

وقرأ الحسن بتخفيف الراء فقيل: هي بمعنى القراءة الأولى، وفعل وفعل قد يشتركان. وقال ابن عطية: "أي: صرفنا الناس فيه إلى الهدى".

قوله: "ليذكروا" متعلق ب "صرفنا". وقرأ الأخوان هنا وفي الفرقان بسكون الذال وضم الكاف مخففة مضارع "ذكر" من الذكر أو الذكر، والباقون بفتح الذال والكاف مشددة، والأصل: يتذكروا، فأدغم التاء في الذال، وهو من الاعتبار والتدبر.

قوله: وما يزيدهم ، أي: التصريف، و "نفورا" مفعول ثان.

التالي السابق


الخدمات العلمية