صفحة جزء
آ. (51) قوله تعالى: الذي فطركم : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مبتدأ وخبره محذوف، أي: الذي فطركم يعيدكم. وهذا التقدير فيه مطابقة بين السؤال والجواب. والثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: معيدكم [ ص: 368 ] الذي فطركم. الثالث: أنه فاعل بفعل مقدر، أي: يعيدكم الذي فطركم، ولهذا صرح بالفعل في نظيره عند قوله: ليقولن خلقهن العزيز العليم .

و أول مرة ظرف زمان ناصبه "فطركم".

قوله: "فسينغضون"، أي: يحركونها استهزاء. يقال: أنغض رأسه ينغضها، أي: حركها إلى فوق، وإلى أسفل إنغاضا، فهو منغض، قال:


3071 - أنغض نحوي رأسه وأقنعا كأنه يطلب شيئا أطمعا

وقال آخر:


3072 - لما رأتني أنغضت لي الرأسا

وقال أبو الهيثم: "إذا أخبر بشيء فحرك رأسه إنكارا له فقد أنغض". قال ذو الرمة:


3073 - ظعائن لم يسكن أكناف قرية     بسيف ولم تنغض بهن القناطر

أي: لم تحرك، وأما نغض ثلاثيا، ينغض وينغض بالفتح والضم، فبمعنى تحرك، لا يتعدى، يقال: نغضت سنه، أي: تحركت، تنغض نغضا [ ص: 369 ] ونغوضا. قال:


3074 - ونغضت من هرم أسنانها

قوله: عسى أن يكون يجوز أن تكون الناقصة، واسمها مستتر فيها يعود على البعث والحشر المدلول عليهما بقوة الكلام، أو لتضمنه في قوله: "مبعوثون"، و "أن يكون" خبرها، ويجوز أن تكون التامة مسندة إلى "أن" وما في حيزها، واسم "يكون" ضمير البعث كما تقدم.

وفي "قريبا" وجهان، أحدهما: أنه خبر "كان" وهو وصف على بابه. والثاني: أنه ظرف، أي: زمانا قريبا، و "أن يكون" على هذا تامة، أي: عسى أن يقع العود في زمان قريب.

التالي السابق


الخدمات العلمية