صفحة جزء
آ. (73) قوله تعالى: وإن كادوا ليفتنونك : "إن" هذه فيها المذهبان المشهوران: مذهب البصريين: أنها مخففة، واللام فارقة بينها وبين "إن" النافية، ولهذا دخلت على فعل ناسخ، ومذهب الكوفيين أنها بمعنى "ما" النافية، واللام بمعنى "إلا". وضمن "يفتنونك" معنى "يصرفونك" فلهذا عدي ب "عن" تقديره: ليصرفونك بفتنتهم. و "لتفتري" متعلق بالفتنة.

قوله: وإذا لاتخذوك "إذن" حرف جواب وجزاء; ولهذا تقع أداة الشرط موقعها، و "لاتخذوك" جواب قسم محذوف تقديره: إذن والله لاتخذوك، وهو مستقبل في المعنى، لأن "إذن" تقتضي الاستقبال; إذ معناها المجازاة. وهذا كقوله: ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا ، أي: ليظلن. وقول الزمخشري : "أي: ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك" تفسير معنى لا إعراب، لا يريد بذلك أن "لاتخذوك" جواب ل "لو" محذوفة إذ لا حاجة إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية