آ. (110) قوله تعالى: 
أيا ما تدعوا  : "أيا" منصوب ب "تدعوا" على المفعول به، والمضاف إليه محذوف، أي: أي الاسمين. و "تدعوا" مجزوم بها فهي عاملة معمولة، وكذلك الفعل، والجواب الجملة الاسمية من قوله: 
فله الأسماء الحسنى  . وقيل: هو محذوف تقديره: جاز، ثم استأنف فقال: فله الأسماء الحسنى. وليس بشيء. 
والتنوين في "أيا" عوض من المضاف إليه. وفي "ما" قولان، أحدهما: أنها مزيدة للتأكيد. والثاني: أنها شرطية جمع بينهما تأكيدا كما جمع بين حرفي الجر للتأكيد، وحسنه اختلاف اللفظ كقوله: 
 3119 - فأصبحن لا يسألنني عن بما به  ... ... ... ... 
ويؤيد هذا ما قرأ به 
 nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف:   "أيا من تدعوا" فقيل: "من" تحتمل الزيادة على رأي 
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي  كقوله في قوله:  
[ ص: 430 ]  3120 - يا شاة من قنص لمن حلت له      ... ... ... ... 
واحتمل أن تكون شرطية، وجمع بينهما تأكيدا لما تقدم. و 
 "تدعوا" هنا يحتمل أن يكون من الدعاء وهو النداء فيتعدى لواحد، وأن يكون بمعنى التسمية فيتعدى لاثنين، إلى الأول بنفسه، وإلى الثاني بحرف الجر، ثم يتسع في الجار فيحذف كقوله: 
 3121 - دعتني أخاها أم عمرو      ... ... ... ... 
والتقدير: قل: ادعوا معبودكم بالله أو بالرحمن بأي الاسمين سميتموه. وممن ذهب إلى كونها بمعنى "سمى" 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري   . 
ووقف الأخوان على "أيا" بإبدال التنوين ألفا، ولم يقفا على "ما" تبيينا لانفصال "أي" من "ما". ووقف غيرهما على "ما" لامتزاجها ب "أي"، ولهذا فصل بها بين "أي" وبين ما أضيفت إليه في قوله تعالى: 
أيما الأجلين  . وقيل: "ما" شرطية عند من وقف على "أيا" وجعل المعنى: أي الاسمين دعوتموه به جاز ثم استأنف: 
ما تدعوا فله الأسماء الحسنى يعني أن "ما" شرط ثان، و "فله الأسماء" جوابه، وجواب الأول مقدر. وهذا مردود بأن "ما" لا تطلق على آحاد أولي العلم، وبأن الشرط يقتضي عموما، ولا يصح هنا، وبأن فيه حذف الشرط والجزاء معا.