صفحة جزء
آ. (86) قوله: " حامية" : قرأ ابن عامر وأبو بكر والأخوان بالألف وياء صريحة بعد الميم. والباقون دون ألف وهمزة بعد الميم. فأما القراءة الأولى فإنها اسم فاعل من حمي يحمى، والمعنى: في عين حارة. واختارها أبو عبيد، قال: "لأن عليها جماعة من الصحابة" وسماهم. وأما الثانية فهي من الحمأة وهي الطين.

وكان ابن عباس عند معاوية. فقرأ معاوية: "حامية" فقال ابن عباس: حمئة فسأل معاوية ابن عمر: كيف تقرأ؟ فقال: كقراءة أمير المؤمنين. فبعث معاوية فسأل كعبا فقال: "أجدها تغرب في ماء وطين". فوافق ابن عباس. وكان رجل حاضر هناك فأنشد قول تبع:

[ ص: 542 ]

3195 - فرأى مغيب الشمس عند مآبها في عين ذي خلب وثأط حرمد

ولا تناقض بين القراءتين; لأن العين جامعة بين الوصفين: الحرارة وكونها من طين.

قوله: إما أن تعذب يجوز في: أن تعذب الرفع على الابتداء، والخبر محذوف، أي: إما تعذيبك واقع، أو الرفع على خبر مبتدأ مضمر، أي: هو تعذيبك. والنصب، أي: إما أن تفعل أن تعذب.

التالي السابق


الخدمات العلمية