صفحة جزء
آ. (37) قوله تعالى: من مشهد : "مشهد" مفعل: إما من الشهادة، وإما من الشهود وهو الحضور. و "مشهد" هنا يجوز أن يراد به الزمان أو المكان أو المصدر: فإذا كان من الشهادة، والمراد به الزمان، فتقديره: من وقت شهادة. وإن أريد به المكان فتقديره: من مكان شهادة يوم. وإن أريد به المصدر فتقديره: من شهادة ذلك اليوم، وأن تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم والملائكة والأنبياء. وإذا كان من الشهود وهو الحضور فتقديره: من شهود الحساب والجزاء يوم القيامة، أو من مكان الشهود فيه وهو الموقف [ ص: 602 ] أو من وقت الشهود؟ وإذا كان مصدرا بحالتيه المتقدمتين فتكون إضافته إلى الظرف من باب الاتساع، كقوله: مالك يوم الدين . ويجوز أن يكون المصدر مضافا لفاعله على أن يجعل اليوم شاهدا عليهم: إما حقيقة وإما مجازا.

التالي السابق


الخدمات العلمية