صفحة جزء
آ. (58) قوله: من النبيين من ذرية : "من" الأولى للبيان; لأن كل الأنبياء منعم عليهم، فالتبعيض محال، والثانية للتبعيض، فمجرورها بدل مما قبله بإعادة العامل، بدل بعض من كل.

قوله: "وإسرائيل" عطف على "إبراهيم".

قوله: وممن هدينا يحتمل أن يكون عطفا على: من النبيين ، وأن يكون عطفا على: من ذرية آدم .

قوله: إذا تتلى جملة شرطية فيها قولان، أظهرهما: أنها لا محل لها لاستئنافها. والثاني: أنها خبر "أولئك"، والموصول قبلها صفة لاسم الإشارة، وعلى الأول يكون الموصول نفس الخبر. وقرأ العامة: "تتلى" بتاءين من فوق. وقرأ عبد الله وشيبة وأبو جعفر وابن كثير وابن عامر وورش عن نافع في [ ص: 609 ] روايات شاذة بالياء أولا من تحت، والتأنيث مجازي فلذلك جاء في الفعل الوجهان.

قوله: "سجدا" حال مقدرة. قال الزجاج: "لأنهم وقت الخرور ليسوا سجدا".

و "بكيا" فيه وجهان، أظهرهما: أنه جمع باك، وليس بقياسه، بل قياس جمعه على فعلة، كقاض وقضاة، ولم يسمع فيه هذا الأصل. وقد تقدم أن الأخوين يكسران فاءه على الإتباع. والثاني: أنه مصدر على فعول نحو: جلس جلوسا، وقعد قعودا. والأصل فيه على كلا القولين بكوي بواو وياء، فأعل الإعلال المشهور في مثله. وقال ابن عطية: "وبكيا بكسر [الباء] وهو مصدر لا يحتمل غير ذلك". قال الشيخ: "وليس بسديد بل الإتباع جائز فيه". وهو جمع كقولهم عصي ودلي، جمع عصا ودلو، وعلى هذا فيكون "بكيا": إما مصدرا مؤكدا لفعل محذوف، أي: وبكوا بكيا، أي: بكاء، وإما مصدرا واقعا موقع الحال، أي: باكين أو ذوي بكاء، أو جعلوا [نفس] البكاء مبالغة.

التالي السابق


الخدمات العلمية