صفحة جزء
آ. (62) قوله: إلا سلاما : أبدى الزمخشري فيه ثلاثة أوجه؛ أحدها: أن يكون معناه: إن كان تسليم بعضهم على بعض - أو تسليم الملائكة عليهم - لغوا، فلا يسمعون لغوا إلى ذلك فهو من وادي قوله:


3234 - ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب

الثاني: أنهم لا يسمعون فيها إلا قولا يسلمون فيه من العيب والنقيصة، على الاستثناء المنقطع. الثالث: أن معنى السلام هو الدعاء بالسلامة، ودار السلام هي دار السلامة، وأهلها عن الدعاء بالسلامة أغنياء، فكان ظاهره من باب اللغو وفضول الحديث، لولا ما فيه من فائدة الإكرام.

قلت: ظاهر هذا أن الاستثناء على الأول والآخر متصل; فإنه صرح بالمنقطع في الثاني. أما اتصال الثالث فواضح، لأنه أطلق اللغو على السلام [ ص: 614 ] بالاعتبار الذي ذكره، وأما الاتصال في الأول فعسر; إذ لا يعد ذلك عيبا، فليس من جنس الأول، وسيأتي تحقيق هذا إن شاء الله تعالى عند قوله تعالى: لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى .

التالي السابق


الخدمات العلمية