صفحة جزء
آ. (21) قوله : سيرتها : في نصبها أوجه، أحدها: أن تكون منصوبة على الظرف أي: في سيرتها أي: طريقتها. الثاني: أنها منصوبة على أنها بدل من ها "سنعيدها" بدل اشتمال; لأن السيرة الصفة أي: سنعيدها صفتها وشكلها. الثالث: أنها منصوبة على إسقاط الخافض أي: إلى سيرتها. قال الزمخشري: "ويجوز أن يكون مفعولا، من عاده أي: عاد إليه، فيتعدى لمفعولين، ومنه بيت زهير:


3285 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وعادك أن تلاقيها العداء



[ ص: 27 ] وهذا هو معنى قول من قال: إنه على إسقاط إلى، وكان قد جوز أن يكون ظرفا كما تقدم. إلا أن الشيخ رده بأنه ظرف مختص، ولا يصل إليه الفعل إلا بوساطة "في" إلا فيما شذ.

والسيرة: فعلة تدل على الهيئة من السير كالركبة من الركوب، ثم اتسع فعبر بها عن المذهب والطريقة. قال خالد الهذلي:


3286 - فلا تغضبن من سيرة أنت سرتها     فأول راض سيرة من يسيرها



وجوز أيضا أن ينتصب بفعل مضمر أي: يسير سيرتها الأولى، وتكون هذه الجملة المقدرة في محل نصب على الحال أي: سنعيدها سائرة سيرتها.

التالي السابق


الخدمات العلمية