صفحة جزء
آ. (42) قوله : ولا تنيا : يقال: ونى يني ونيا كوعد يعد وعدا إذا فتر و. . . والوني الفتور. ومنه امرأة أناة، وصفوها بفتور القيام كناية عن ضخامتها قال:


3289 - منا الأناة وبعض القوم يحسبنا أنا بطاء وفي إبطائنا سرع



والأصل وناة. فأبدلوا الهمزة من الواو كأحد في وحد. وليس بالقياس، وفي الحديث: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة".

[ ص: 41 ] والواني: المقصر في أمره. قال الشاعر:


3290 - . . . . . . . . .     فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر



وونى فعل لازم لا يتعدى، وزعم بعضهم أنه يكون من أخوات زال وانفك فيعمل بشرط النفي أو شبهه عمل كان فيقال: "ما ونى زيد قائما" أي: مازال قائما. وأنشد الشيخ جمال الدين بن مالك شاهدا على ذلك قول الشاعر:


3291 - لا يني الحب شيمة الحب ما دا     م فلا تحسبنه ذا ارعواء



أي لا يزال الحب - أي بضم الحاء- شيمة الحب -أي بكسرها- وهو المحب. ومن منع ذلك يتأول البيت على حذف حرف الجر; فإن هذا الفعل يتعدى تارة بـ عن وتارة بـ في. يقال: ما ونيت عن حاجتك أو في حاجتك. فالتقدير: لا يفتر الحب في شيمة المحب، وفيه مجاز بليغ. وقد عدي في الآية الكريمة بـ في.

وقرأ يحيى بن وثاب "ولا تنيا" بكسر التاء إتباعا لحركة النون. وسكن [ ص: 42 ] الياء من "ذكري" . . . . . . .

التالي السابق


الخدمات العلمية