صفحة جزء
آ. (44) وقرأ أبو معاذ قولا لينا وهو تخفيف من لين كميت في ميت.

وقوله: "لعله" فيه أوجه، أحدها: أن "لعل" على بابها من الترجي: وذلك بالنسبة إلى المرسل، وهو موسى وهارون أي: اذهبا على رجائكما وطمعكما في إيمانه، اذهبا مترجيين طامعين، وهذا معنى قول الزمخشري، ولا يستقيم أن يرد ذلك في حق الله تعالى إذ هو عالم بعواقب الأمور، وعن سيبويه: "كل ما ورد في القرآن من لعل وعسى فهو من الله واجب"، يعني أنه مستحيل بقاء معناه في حق الله تعالى. والثاني: أن لعل بمعنى كي فتفيد العلة. [ ص: 43 ] وهذا قول الفراء، قال: "كما تقول: اعمل لعلك تأخذ أجرك أي: كي تأخذ". والثالث: أنها استفهامية أي: هل يتذكر أو يخشى؟ وهذا قول ساقط; وذلك أنه يستحيل الاستفهام في حق الله تعالى كما يستحيل الترجي. فإذا كان لا بد من التأويل فجعل اللفظ على مدلوله باقيا أولى من إخراجه عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية