صفحة جزء
آ. (47) قوله : قد جئناك بآية من ربك : قال الزمخشري: "هذه الجملة جارية من الجملة الأولى وهي: "إنا رسولا ربك" مجرى البيان والتفسير; لأن دعوى الرسالة لا تثبت إلا ببينتها التي هي مجيء الآية. وإنما وحد بـ "آية" ولم تثن ومعه آيتان; لأن المراد في هذا الموضع تثبيت الدعوى ببرهانها، فكأنه قيل: قد جئناك بمعجزة وبرهان وحجة على ما ادعيناه من الرسالة، وكذلك قال: "قد جئتكم ببينة من ربكم" "فأت بآية إن كنت من الصادقين" "أولو جئتك بشيء مبين".

و "على من اتبع الهدى" يحتمل أن يكون مأمورا بقوله: فيكون منصوب المحل كأنه قيل: فقولا أيضا: والسلام على من اتبع الهدى، ويحتمل أن يكون تسليما منهما لم يؤمرا بقوله، فتكون الجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب. وزعم بعضهم أن "على" بمعنى اللام أي: والسلام لمن اتبع الهدى. وهذا لا حاجة إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية