صفحة جزء
آ. (69) قوله : تلقف : قرأ العامة بفتح اللام وتشديد القاف وجزم الفاء على جواب الأمر. وقد تقدم أن حفصا يقرأ "تلقف" بسكون اللام وتخفيف القاف. وقرأ ابن ذكوان هنا "تلقف" بالرفع: إما على الحال، [ ص: 75 ] وإما على الاستئناف. وأنث الفعل في "تلقف" حملا على معنى "ما" لأن معناها العصا، ولو ذكر ذهابا إلى لفظها لجاز، ولم يقرأ به.

[وقال أبو البقاء: "يجوز أن يكون فاعل "تلقف" ضمير موسى" فعلى هذا يجوز أن يكون "تلقف" في قراءة الرفع حالا من "موسى" . وفيه بعد].

قوله: "كيد ساحر" العامة على رفع "كيد" على أنه خبر "إن" و "ما" موصولة. و "صنعوا" صلتها، والعائد محذوف، والموصول هو الاسم، والتقدير: إن الذي صنعوه كيد ساحر. ويجوز أن تكون "ما" مصدرية فلا حاجة إلى العائد، والإعراب بحاله. والتقدير: إن صنعهم كيد ساحر.

وقرأ مجاهد وحميد وزيد بن علي "كيد" بالنصب على أنه مفعول به، و "ما" مزيدة مهيئة.

وقرأ الأخوان "كيد سحر" على أن المعنى: كيد ذوي سحر، أو جعلوا نفس السحر مبالغة، أو تبيين للكيد; لأنه يكون سحرا وغير سحر، كما تميز سائر الأعداد بما يفسرها نحو "مئة درهم، وألف دينار". ومثله: علم فقه، [ ص: 76 ] وعلم نحو. وقال أبو البقاء: "كيد ساحر" إضافة المصدر إلى الفاعل و "كيد سحر" إضافة الجنس إلى النوع".

والباقون "ساحر". وأفرد ساحرا، وإن كان المراد به جماعة. قال الزمخشري: "لأن القصد في هذا الكلام إلى معنى الجنسية، لا إلى معنى العدد، فلو جمع لخيل أن المقصود هو العدد".

التالي السابق


الخدمات العلمية