صفحة جزء
آ. (91) قوله : والتي أحصنت : يجوز أن ينتصب نسقا على ما قبلها، وأن ينتصب بإضمار اذكر، وأن يرتفع بالابتداء، والخبر محذوف أي: وفيما يتلى عليكم التي أحصنت. ويجوز أن يكون الخبر "فنفخنا" وزيدت [ ص: 195 ] الفاء على رأي الأخفش نحو: "زيد فقائم".

وفي كلام الزمخشري "فنفخنا الروح في عيسى فيها". قال الشيخ مؤاخذا له: "فاستعمل "نفخ" متعديا. والمحفوظ أنه لا يتعدى فيحتاج في تعديه إلى سماع، وغير متعد استعمله هو في قوله "أي: نفخت في المزمار" انتهى ما واخذه به. قلت: وقد سمع "نفخ" متعديا. ويدل على ذلك ما قرئ في الشاذ "فأنفخها فيكون طائرا" وقد حكاها هو قراءة فكيف ينكرها؟ فعليك بالالتفات إلى ذلك.

قوله: "آية" إنما لم يطابق المفعول الأول فيثني الثاني; لأن كلا منهما آية بالآخر فصارا آية واحدة. أو نقول: إنه حذف من الأول لدلالة الثاني، أو بالعكس أي: وجعلنا ابن مريم آية. وأمه كذلك. وهو نظير الحذف في قوله "والله ورسوله أحق أن يرضوه" وقد تقدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية