صفحة جزء
آ. (11) قوله : على حرف : حال من فاعل "يعبد" أي: متزلزلا. ومعنى "على حرف" أي: على شك أو على انحراف، أو على طرف الدين لا في وسطه، كالذي يكون في طرف العسكر: إن رأى خيرا ثبت وإلا فر.

قوله: " خسر " قرأ العامة "خسر" فعلا ماضيا. وهو يحتمل ثلاثة أوجه: الاستئناف، والحالية من فاعل، "انقلب"، ولا حاجة إلى إضمار "قد" على الصحيح، والبدلية من قوله "انقلب"، كما أبدل المضارع من مثله في قوله: "يلق أثاما يضاعف" .

[ ص: 238 ] وقرأ مجاهد والأعرج وابن محيصن والجحدري في آخرين "خاسر" بصيغة اسم فاعل منصوب على الحال، وهي تؤيد كون الماضي في قراءة العامة حالا. وقرئ برفعه. وفيه وجهان، أحدهما: أن يكون فاعلا بـ "انقلب" ويكون من وضع الظاهر موضع المضمر أي: انقلب خاسر الدنيا. والأصل: انقلب هو. والثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هو خاسر. وهذه القراءة تؤيد الاستئناف في قراءة المضي على التخريج الثاني. وحق من قرأ "خاسر" رفعا ونصبا أن يجر "الآخرة" لعطفها على "الدنيا" المجرور بالإضافة. ويجوز أن يبقى النصب فيها; إذ يجوز أن تكون "الدنيا" منصوبة. وإنما حذف التنوين من "خاسر" لالتقاء الساكنين نحو قوله:


3374 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولا ذاكر الله إلا قليلا



التالي السابق


الخدمات العلمية