آ. (15) قوله :
من كان : يجوز أن تكون شرطية، وهو الظاهر، وأن تكون موصولة. وقوله:
"فليمدد" إما جزاء للشرط أو خبر للموصول، والفاء للتشبيه بالشرط.
[ ص: 242 ] والجمهور على كسر اللام من
"ليقطع" وسكنها بعضهم، كما سكنها بعد الفاء والواو لكونهن عواطف. وكذلك أجروا "ثم" مجراهما في تسكين هاء "هو" و "هي" بعدها، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون عنه.
قوله:
"هل يذهبن" الجملة الاستفهامية في محل نصب على إسقاط الخافض; لأن النظر يعلق بالاستفهام، وإذا كان بمعنى الفكر تعدى بـ في. وقوله:
"ما يغيظ" "ما" موصولة بمعنى الذي، والعائد هو الضمير المستتر. و "ما" وصلتها مفعول بقوله "يذهبن" أي: هل يذهبن كيده الشيء الذي يغيظه. فالمرفوع في يغيظه عائد على الذي، والمنصوب على من كان يظن.
وقال الشيخ: "وما في "ما يغيظ" بمعنى الذي، والعائد محذوف أو مصدرية". قلت: كلا هذين القولين لا يصح. أما قوله: "العائد محذوف" فليس كذلك، بل هو مضمر مستتر في حكم الموجود - كما تقدم تقريره قبل ذلك- وإنما يقال محذوف فيما كان منصوب المحل أو مجروره. وأما قوله: "أو مصدرية" فليس كذلك أيضا; إذ لو كانت مصدرية لكانت حرفا على الصحيح، وإذا كانت حرفا لم يعد عليها ضمير، وإذا لم يعد عليها ضمير بقي الفعل بلا فاعل. فإن قلت: أضمر في "يغيظ" ضميرا فاعلا يعود على من كان يظن. فالجواب: أن من كان يظن، في المعنى مغيظ لا غائظ، وهذا بحث حسن فتأمله.
والضمير في " ينصره " الظاهر عوده على "من" وفسر النصر بالرزق. وقيل: يعود على الدين والإسلام فالنصر على بابه.