صفحة جزء
آ. (67) قوله : هم ناسكوه : هذه الجملة صفة لـ منسكا. وقد تقدم أنه يقرأ بالفتح والكسر. وتقدم الخلاف فيه: هل هو مصدر أو مكان؟ وقال ابن عطية: "ناسكوه يعطي أن المنسك المصدر، ولو كان مكانا لقال: ناسكون فيه" يعني أن الفعل لا يتعدى إلى ضمير الظرف إلا بواسطة "في". وما قاله غير لازم; لأنه قد يتسع في الظرف فيجري مجرى المفعول به، فيصل الفعل إلى ضميره بنفسه، وكذا ما عمل عمل الفعل. ومن الاتساع في ظرف الزمان قوله:

[ ص: 304 ]

3398 - ويوم شهدناه سليمى وعامرا قليل سوى الطعن النهال نوافله



ومن الاتساع في ظرف المكان قوله:


3399 - ومشرب أشربه وشيل     لا أجن الطعم ولا وبيل



يريد: أشرب فيه.

قوله: "فلا ينازعنك" وقرئ بالنون الخفيفة. وقرأ أبو مجلز: "فلا ينزعنك" من نزعته من كذا أي: قلعته منه. وقال الزجاج : "هو من نازعته فنزعته أنزعه أي: غلبته في المنازعة". ومجيء هذه الآية كقوله تعالى: "فلا يصدنك عنها" وقولهم: لا أرينك ههنا. وهنا جاء قوله "لكل أمة" من غير واو عطف، بخلاف ما تقدم من نظيرتها فإنها بواو عطف. قال الزمخشري: "لأن "تلك" وقعت مع ما يدانيها ويناسبها من الآي الواردة في أمر النسائك، فعطفت على أخواتها، وأما هذه فواقعة مع أباعد من معناها فلم تجد معطفا.

التالي السابق


الخدمات العلمية