صفحة جزء
آ. (32) قوله : فأرسلنا فيهم : قال الزمخشري: "فإن قلت: حق "أرسل" أن يتعدى بـ "إلى" كأخواته التي هي: وجه وأنفذ وبعث، فما باله عدي في القرآن بـ إلى تارة وبـ في أخرى كقوله "كذلك أرسلناك في أمة"؟ قلت: لم يعد بـ "في" كما عدي بـ "إلى" ولم يجعله صلة مثله، ولكن الأمة أو القرية جعلت موضعا للإرسال كقول رؤبة:


3412 - أرسلت فيها مصعبا ذا إقحام ... ... ... ...



وقد جاء "بعث" على ذلك كقوله تعالى: "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا".

قوله: "أن اعبدوا" يجوز أن تكون المصدرية أي: أرسلناه بأن اعبدوا أي: بقوله اعبدوا، وأن تكون مفسرة.

[ ص: 332 ] قال الزمخشري: "فإن قلت: ذكر مقالة هود في جوابه في سورة الأعراف، وسورة هود، بغير واو: "قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة" "قالوا يا هود ما جئتنا ببينة" وههنا مع الواو فأي فرق بينهما؟ قلت: الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل: قال: فماذا قيل له؟ فقيل له: قالوا: كيت وكيت. وأما الذي مع الواو فعطف لما قالوه على ما قاله، ومعناه أنه اجتمع في الحصول: هذا الحق وهذا الباطل، وشتان ما بينهما".

قلت: ولقائل أن يقول: هذا جواب بنفس الواقع، والسؤال باق [654/ب]; إذ يحسن أن يقال: لم لا يجعل هنا قولهم أيضا جوابا لسؤال سائل كما في نظيرتيها لو عكس الأمر؟.

التالي السابق


الخدمات العلمية