صفحة جزء
آ. (76) قوله : فما استكانوا : قد تقدم قبله استكان في آل عمران. وجاء الأول ماضيا، والثاني مضارعا ولم يجيئا ماضيين ولا مضارعين، ولا جاء الأول مضارعا والثاني ماضيا; لإفادة الماضي وجود الفعل وتحققه وهو بالاستكانة أليق بخلاف التضرع، فإنه أخبر عنهم بنفي ذلك في الاستقبال. وأما الاستكانة فقد توجد منهم. وقال الزمخشري: "فإن قلت: هلا قيل: وما تضرعوا فما يستكينون. قلت: لأن المعنى محناهم فما وجدت [ ص: 362 ] منهم عقيب المحنة استكانة، وما من عادة هؤلاء أن يستكينوا ويتضرعوا حتى [659/أ] يفتح عليهم باب العذاب الشديد". قلت: فظاهر هذا أن "حتى" غاية لنفي الاستكانة والتضرع.

التالي السابق


الخدمات العلمية