آ. (99) قوله :
حتى إذا : في "حتى" هذه أوجه، أحدها: أنها غاية لقوله:
"بما يصفون". والثاني: أنها غاية لـ "كاذبون". وبين هذين الوجهين قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "حتى تتعلق بـ "يصفون" أي: لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت، والآية فاصلة بينهما على وجه الاعتراض والتأكيد". ثم قال: "أو على قوله: " وإنهم لكاذبون " . قلت: قوله: "أو على قوله كذا" كلام محمول على المعنى إذ التقدير "حتى" معلقة على "يصفون" أو على قوله:
"لكاذبون" . وفي الجملة فعبارة مشكلة.
الثالث: قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: "حتى" في هذه المواضع حرف ابتداء. ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف. والأول أبين; لأن ما بعدها هو المعني به المقصود ذكره". قال الشيخ: "فتوهم
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية أن "حتى" إذا كانت حرف ابتداء لا تكون غاية، وهي وإن كانت [659/ب] حرف ابتداء، فالغاية معنى لا يفارقها، ولم يبين الكلام المحذوف المقدر". وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "حتى" غاية في معنى العطف". وقال الشيخ: "والذي يظهر لي أن قبلها جملة محذوفة تكون "حتى" غاية لها يدل عليها ما قبلها. التقدير: فلا أكون كالكفار الذين تهمزهم الشياطين ويحضرونهم، حتى إذا جاء. ونظير
[ ص: 366 ] حذفها قول الشاعر:
3424 - فيا عجبا حتى كليب تسبني . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أي: يسبني الناس كلهم حتى كليب. إلا أن في البيت دل ما بعدها عليها بخلاف الآية الكريمة.
قوله:
"رب ارجعون" في قوله:
"ارجعون" بخطاب الجمع ثلاثة أوجه، أجودها: أنه على سبيل التعظيم كقول الشاعر:
3425 - فإن شئت حرمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
وقال آخر:
2326 - ألا فارحموني يا إله محمد . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قد يؤخذ من هذا البيت ما يرد على
الشيخ جمال الدين بن مالك حيث قال: "إنه لم يعلم أحدا أجاز للداعي يقول: يا رحيمون". قال: "لئلا يوهم خلاف التوحيد". وقد أخبر تعالى عن نفسه بهذه الصيغة وشبهها للتعظيم في غير موضع من كتابه الكريم.
الثاني: أنه نادى ربه، ثم خاطب ملائكة ربه بقوله: "ارجعون" ويجوز على هذا الوجه أن يكون على حذف مضاف أي: يا ملائكة ربي، فحذف
[ ص: 367 ] المضاف ثم التفت إليه عود الضمير كقوله: "وكم من قرية أهلكناها" ثم قال: "أو هم قائلون" التفاتا لـ "أهل" المحذوف.
الثالث: أن ذلك يدل على تكرير الفعل، كأنه قال: ارجعون ارجعون ارجعون. نقله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء. وهو يشبه ما قالوه في قوله:
"ألقيا في جهنم" أنه بمعنى: ألق ألق ثني الفعل للدلالة على ذلك، وأنشدوا قوله:
3427 - قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أي: قف قف.