صفحة جزء
آ. (55) قوله : ليستخلفنهم : فيه وجهان، أحدهما: هو جواب قسم مضمر أي: أقسم ليستخلفنهم ويكون مفعول الوعد محذوفا تقديره: وعدهم الاستخلاف لدلالة قوله: "ليستخلفنهم" عليه. والثاني: أن يجري "وعد" مجرى القسم لتحققه، فلذلك أجيب بما يجاب به القسم.

قوله: "كما استخلف" أي: استخلافا كاستخلافهم. والعامة على بناء "استخلف" للفاعل. وأبو بكر بناه للمفعول. فالموصول منصوب على الأول، ومرفوع على الثاني.

قوله: "وليبدلنهم" قرأ ابن كثير وأبو بكر "وليبدلنهم" بسكون الباء وتخفيف الدال من "أبدل". وقد تقدم توجيهها في الكهف في قوله: "أن يبدلهما ربهما" .

قوله: "يعبدونني" فيه سبعة أوجه، أحدها: أنه مستأنف أي: جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: ما بالهم يستخلفون ويؤمنون؟ فقيل: يعبدونني. الثاني: أنه خبر مبتدأ مضمر أي: هم يعبدونني. والجملة أيضا استئنافية تقتضي المدح. الثالث: أنه حال من مفعول " وعد الله " . الرابع: أنه حال من مفعول [ ص: 435 ] "ليستخلفنهم". الخامس: أن يكون حالا من فاعله. السادس: أن يكون حالا من مفعول " ليبدلنهم ". السابع: أن يكون حالا من فاعله.

قوله: "لا يشركون" يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من فاعل "يعبدونني" أي: يعبدونني موحدين، وأن يكون بدلا من الجملة التي قبله الواقعة حالا وقد تقدم ما فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية