صفحة جزء
آ. (43) قوله: من اتخذ إلهه هواه : مفعولا الاتخاذ من غير تقديم ولا تأخير لاستوائهما في التعريف، وقال الزمخشري: "فإن قلت: لم أخر "هواه" والأصل قولك: اتخذ الهوى إلها"؟ قلت: ما هو إلا تقديم المفعول الثاني على الأول للعناية به، كما تقول "علمت منطلقا زيدا" لفضل عنايتك بالمنطلق". قال الشيخ: "وادعاء القلب - يعني التقديم- ليس بجيد لأنه من ضرائر الأشعار". قلت: قد تقدم فيه ثلاثة مذاهب. على أن هذا ليس من القلب المذكور في شيء، إنما هو تقديم وتأخير فقط.

وقرأ ابن هرمز "إلاهة هواه" على وزن فعالة. وإلاهة بمعنى: المألوه، والهاء للمبالغة كعلامة ونسابة. وإلاهة مفعول ثان قدم لكونه نكرة، ولذلك صرف. وقيل: إلاهة هي الشمس. ورد هذا: بأنه كان ينبغي أن يمتنع من الصرف للعلمية والتأنيث. وأجيب بأنها تدخل عليها أل كثيرا فلما نزعت منها صارت نكرة جارية مجرى الأوصاف. ويقال: ألاهة بضم الهمزة أيضا اسما للشمس.

[ ص: 487 ] وقرأ بعض المدنيين "آلهة هواه" جمع إله، وهو أيضا مفعول مقدم، وجمع باعتبار الأنواع، فقد كان الرجل يعبد آلهة شتى. ومفعول "أرأيت" الأول "من"، والثاني: الجملة الاستفهامية.

التالي السابق


الخدمات العلمية