صفحة جزء
آ. (63) قوله : وعباد الرحمن : رفع بالابتداء. وفي خبره وجهان، أحدهما: الجملة الأخيرة في آخر السورة: "أولئك يجزون" وبه بدأ الزمخشري. "والذين يمشون" وما بعده صفات للمبتدأ. والثاني: أن الخبر "يمشون". العامة على "عباد". واليماني "عباد" بضم العين، وشد الباء جمع عابد. والحسن "عبد" بضمتين.

والعامة "يمشون" بالتخفيف مبنيا للفاعل. واليماني والسلمي بالتشديد مبنيا للمفعول.

قوله: "هونا": إما نعت مصدر أي: مشيا هونا، وإما حال أي: هينين. والهون: اللين والرفق.

قوله: "سلاما": يجوز أن ينتصب على المصدر بفعل مقدر أي: نسلم سلاما، أو نسلم تسليما منكم لا نجاهلكم، فأقيم السلام مقام التسليم.

[ ص: 498 ] ويجوز أن ينتصب على المفعول به أي: قالوا هذا اللفظ. قال الزمخشري: أي قالوا سدادا من القول يسلمون فيه من الأذى. والمراد سلامهم من السفه كقوله:


3495 - ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا



ورجح سيبويه أن المراد بالسلام السلامة لا التسليم; لأن المؤمنين لم يؤمروا قط بالتسليم على الكفرة، وإنما أمروا بالمسالمة، ثم نسخ ذلك، ولم يذكر سيبويه في كتابه نسخا إلا في هذه الآية.

التالي السابق


الخدمات العلمية