صفحة جزء
آ. (70) قوله : إلا من تاب : فيه وجهان، أحدهما: - وهو الذي لم يعرف الناس غيره- أنه استثناء متصل لأنه من الجنس. الثاني: أنه منقطع. قال الشيخ: "ولا يظهر -يعني الاتصال- لأن المستثنى منه محكوم عليه بأنه يضاعف له العذاب، فيصير التقدير: إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فلا يضاعف له. ولا يلزم من انتفاء التضعيف انتفاء العذاب غير المضعف، فالأولى عندي أن يكون استثناء منقطعا أي: لكن من [679/أ] تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات. وإذا كان كذلك فلا يلقى عذابا البتة". قلت: والظاهر قول الجمهور. وأما ما قاله فلا يلزم; إذ المقصود الإخبار بأن من فعل كذا فإنه يحل به ما ذكر، إلا أن يتوب. وأما إصابة أصل العذاب وعدمها فلا تعرض في الآية له.

قوله: "سيئاتهم" هو المفعول الثاني للتبديل، وهو المقيد بحرف الجر، وإنما حذف لفهم المعنى وحسنات هو الأول المسرح وهو المأخوذ، والمجرور بالباء هو المتروك. وقد صرح بهذا في قوله تعالى: " وبدلناهم بجنتيهم جنتين ". وقال الراجز:

[ ص: 505 ]

3501 - تضحك مني أخت ذات النحيين أبدلك الله بلون لونين     سواد وجه وبياض عينين
... ... ... ...



وقد تقدم تحقيق هذا في البقرة عند قوله: "ومن يبدل نعمة الله" .

التالي السابق


الخدمات العلمية