صفحة جزء
آ. (13) قوله : ويضيق صدري ولا ينطلق : الجمهور على الرفع. وفيه وجهان، أحدهما: أنه مستأنف، أخبر بذلك. والثاني: أنه معطوف على خبر "إن". وقرأ زيد بن علي وطلحة وعيسى والأعمش بالنصب فيهما. والأعرج بنصب الأول ورفع الثاني: فالنصب عطف على صلة "أن" فتكون الأفعال الثلاثة: يكذبون، ويضيق، [ ص: 515 ] ولا ينطلق، داخلة في حيز الخوف. قال الزمخشري: "والفرق بينهما - أي الرفع والنصب- أن الرفع فيه يفيد أن فيه ثلاث علل: خوف التكذيب، وضيق الصدر، وامتناع انطلاق اللسان. والنصب: على أن خوفه متعلق بهذه الثلاثة. فإن قلت: في النصب تعليق الخوف بالأمور الثلاثة. وفي جملتها نفي انطلاق اللسان، وحقيقة الخوف إنما هي غم يلحق الإنسان لأمر سيقع، وذلك كان واقعا، فكيف جاز تعليق الخوف به؟ قلت: قد علق الخوف بتكذيبهم، وبما يحصل له [بسببه] من ضيق الصدر، والحبسة في اللسان زائدة على ما كان به. على أن تلك الحبسة التي كانت به زالت بدعوته. وقيل: بقيت منها بقية يسيرة. فإن قلت: اعتذارك هذا يرده الرفع; لأن المعنى: إني خائف ضيق الصدر غير منطلق اللسان. قلت: يجوز أن يكون هذا قبل الدعوة واستجابتها. ويجوز أن يريد القدر اليسير الذي بقي".

قوله: "فأرسل" أي: فأرسل جبريل أو الملك، فحذف المفعول به.

التالي السابق


الخدمات العلمية